الحق في حياة آمنة مستقرة
انطلاق مهرجان بغداد السينمائي في دورته الثانية

-->عبد الجبار العتابي من بغداد:تحت شعار (الحق في حياة آمنة مستقرة) ووسط حضور كبير من اهل السينما وعشاقها والفنانين والاعلاميين، انطلقت صباح (الاربعاء) الموافق 26-12-2007 في القاعة الكبرى لفندق فلسطين ميرديان وسط بغداد، فعاليات مهرجان بغداد السينمائي الدولي الثاني الذي تنظمه جمعية (سينمائيون عراقيون بلا حدود) وترعاه قناة (الحرية) الفضائية، ارتسمت فيه البهجة على الوجوه التي استبشرت خيرا بأقامة المهرجان وان كان على جسد السينما العراقية المسجى بين الاهمال والظروف والنسيان والجراح، وكان التناغم بين الحاضرين جميلا وهم يستذكرون ماضي هذه السينما ويتجاذبون اطراف الاحاديث حول نهضتها، وحول المديات القريبة والبعيدة لها، بدأ المهرجان بعزف موسيقي على العود قدمه احد العازفين الشباب، ثم ألقى الدكتور عمار العرادي رئيس المهرجان ورئيس الجمعية كلمة حيا فيها الحضور من عشاق السينما وسحرها وجاء فيها : ( ها نحن نلتقي مرة اخرى مع العالم، واستطعنا معكم لاول مرة في تاريخ بغداد المعاصر ان تتكرر فيها دورة ثانية تحتفي بالسينما، السينما لغة العصر وكتابة المستقبل وسط دهشة الناس ودهشة المخلصين والمعنيين بالسينما وشأنها الثقافي والتي وردت الينا مستعلمة ومستفسرة وهي ترهف الحس الى صوتنا الانساني وسط هذا الضجيج والعنف الدموي المستبيح لحياة اهلنا واحبتنا، والاخبار الموجعة ومشاهد الاذلال في تصوير انساننا العراقي النبيل)، واستطرد العرادي في كلمته شاكرا الجهود الخيرة وخص منها الراعي الرئيسي للمهرجان قناة الحرية ومستعرضا جهود منظمة (سينمائيون عراقيون بلاحدود ) التي تأسست عام 2004 من اجل التأكيد على من خلال العمل الجاد على مفاهيم المجتمع المدني الناشط واللاشخصاني بأرقى صوره الحضارية لخدمة المجتمع والاختصاص وان تحقق اهدافها المرسومة والمضي في نهجها الذي جاءت من اجله على وجه التحديد بـأنتاجها الافلام )، واضاف العرادي : (ان ما يميز الدورة هذه هو الزيادة في حجم المشاركة العراقية اذ بلغت اكثر من ثلاثين بالمئة من نسبة الدول المشاركة، وهذا ما يجعلنا اكثر سعادة لاننا نقترب من رسالة المهرجان في تحفيز ومنافسة السينمائيين العراقيين في كل دورة تقام هنا في بغداد، وفي نفس الوقت نأسف غاية الاسف عن عدم قبول قبول افلام بعض الاخوة العراقيين لوضوح فقر الانتاج المزمن في السينما العراقية، كما نأسف ونعتذر للاخوة السينمائيين العراقيين الذين تأخرت افلامهم في الوصول الى المهرجان للحد الذي لا يمكننا انتظارهم والسبب يعود الى ضيق وقت التحضير) ثم القت السيدة فيروز حاتم المدير التنفيذي للمهرجان كلمة قالت فيها : ( ان دعم الانتاج السينمائي سيكون له التأثير الاكبر على بناء الشخصية الانسانية العراقية، ثم ألقى الدكتور عقيل مهدي عميد كلية الفنون الجميلة ورئيس لجنة التحكيم كلمة اشار فيها الى اهمية السينما في الحياة واهمية المهرجان الذي يحمل اسم بغداد في هذه الظروف، شكرا من اسهم في اقامة المهرجان ومن رعاه، وقال مهدي : (ان هذه اللحظات هي لحظات نادرة في تاريخ العراق السينمائي، فبعد ان تخطى المهرجان دورته الاولى ينعقد هذا المهرجان بدورته الثانية رغم كل الصعوبات ) واشار الى ان لجنة التحكيم المكونة من عقيل مهدي وبرهان الشاوي وعلاء المفرجي وصباح مهدي وطارق الجبوري وعبد الهادي مبارك ومهدي عباس هي من دعاة السينما العراقية الجادة، وانهم ينظرون في جمالية الفلم بمنظور مستقبلي لان جل المشاركين في هذا المهلاجان هم من الشباب والذين يرسمون جيلا جديدا للسينما العراقية في ابتكار طرائق سينمائية)، بعد ذلك افتتحت عروض الافلام الصباحية وكانت على التوالي : ذبذبة مفقودة للمخرج العراقي صابر شابي والتسا
وابدى الحضور سعادتهم بالمهرجان الذي اعاد الى الاذهان تلك الاحتفاليات الجميلة التي تشهدها فنادق بغداد وكون المهرجان يخص السينما الغائبة عن المشهد الثقافي العراقي، واعدوه كلمة في اول السطر من كتاب جديد للسينما العراقية في محاولاتها الرامية الى استعادة وجودها، وقال الناقد السينمائي مهدي عباس وعضو اللجنة التحكيمية : ان هذا المهرجان يجيء تعبيرا عن الرغبة من الشباب وعشاق السينما في الانطلاق مجددا في عالم السحر والمتعة، وان القدرة العراقية ستكون فائقة اذا ما توفرت لها المناخات الملائمة للانتاج وتوفرت لها التقنيات، وهذا المهرجان هو جهد طيب يحسب لمن تبنوا فكرته لاسيما ان في العراق حب كبير للسينما، اما المخرجة سرى عباس فقالت : هذا المهرجان يمثل الكثير للمخرجين المشاركين فيه، فهو وسيلة تحفيز مثالية لهم لتفادي الاخطاء واستثمار النجاح، وهو خطوة نحو تأسيس جديد لثقافة السينما، وارج وان تنتبه الشركات والقنوات الفضائية الى الفن السابع وايلائه الاهمية من اجل تكون لدينا سينما عراقية تنطلق في آفاق العالم الرحبة.يذكر ان مجموع الافلام المشاركة في المهرجان هي (65) فيلما ما بين روائي وروائي قصير ووثائقي ورسوم من (15) دولة عربية واجنبية.
موقع ايلاف